إيجابيات و سلبيات الاستثمار في أسهم البنوك

يقدم لكم موقع ثروتي هذا الموضوع حول إيجابيات و سلبيات الاستثمار في أسهم البنوك من خلال عرض مخاطر الاستثمار في أسهم البنوك مزايا الاستثمار في أسهم البنوك و هل الاستثمار في أسهم البنوك مناسب في الوقت الحالي.

أسهم البنوك هي فرصة ممتازة للاستثمار على المدى البعيد، إلا أنها ليست مناسبة لجميع المستثمرين. هذه الأسهم تعتبر متوسطة من حيث المخاطر، حيث تكون عرضة للركود وتتأثر بتقلبات أسعار الفائدة، وهما من بين عوامل الخطر الرئيسية. على الرغم من ذلك، تختلف مخاطر الاستثمار في أسهم البنوك بشكل كبير بين الشركات، مثلما يحدث في جميع أنواع الشركات الأخرى. لذا، يجب على المستثمرين فهم تقييم مخاطر الاستثمار في هذه الأسهم لتحقيق نجاح استثماري قائم على أسس سليمة.

1 مخاطر الاستثمار في أسهم البنوك:

تقلب الدورة الاقتصادية للبنوك:

البنوك هي أعمال دورية، مما يعني أنها حساسة جدا للركود. حيث تعتمد البنوك على رغبة المستهلكين في إنفاق واقتراض الأموال لتحقيق الربح. في فترات الركود، يميل عدد أقل من الناس إلى شراء السيارات والمنازل أو استخدام بطاقات الائتمان الخاصة بهم. وكما يواجه عدد أكبر من المستهلكين مشاكل في سداد ديونهم خلال فترات الركود، مما قد يؤدي إلى عدم سداد القروض للبنوك.

مخاطر خسارة القروض:

إذا كان المستهلكون والشركات غير قادرين (أو غير راغبين) في سداد ديونهم، فقد يؤدي ذلك إلى خسائر للمؤسسات المصرفية التي تقرض الأموال. البنوك مستعدة دائمًا لتحمل بعض خسائر القروض، حتى عندما تسير الأمور على ما يرام. ولكن عندما يحدث الركود، يمكن أن ترتفع خسائر القروض حيث يواجه المستهلكون والشركات صعوبة في سداد ديونهم.

 

مخاطر أسعار الفائدة:

يمكن أن تكون الأنشطة المصرفية معقدة، ولدى العديد من المؤسسات العشرات من مصادر الإيرادات التي تساهم في نجاحها أو فشلها بشكل عام. ومع ذلك، في جوهرها، تقوم البنوك في المقام الأول بكسب المال بطريقة بسيطة للغاية عن طريق قبول الودائع، وإقراض الأموال، والاستفادة من الفرق في أسعار الفائدة. لذا، لا ينبغي التوتر أنه عند انخفاض أسعار الفائدة، و بالتالي الإضرار بأرباح البنوك.

لتوضيح بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة، يجب التذكير على انخفاض أسعار الفائدة يؤثر على ربحية البنوك ولكن ليس بالطريقة التي يعتقدها البعض. دعونا نلقي نظرة على بنك أمريكا كمثال. خلال الفترة الممتدة من نهاية عام 2018 إلى نهاية عام 2021، انخفض سعر الفائدة الفيدرالية (السعر القياسي الذي يحدده الاحتياطي الفيدرالي) بمقدار 225 نقطة أساس، أو 2.25 نقطة مئوية. مما أثر بشكل سلبي بالتأكيد على صافي دخل الفائدة لدى بنك أمريكا، حيث انخفض بمقدار 85 نقطة أساس فقط، من 2.52% إلى 1.67%. عادة ما يكون الانخفاض في أسعار الفائدة ضارًا بهوامش أرباح البنوك، بينما يكون الارتفاع إيجابيًا، ولكن هذه العلاقة ليست دائما ثابتة.

التقلبات الاقتصادية:

يجب أن تضع في اعتبارك التقلبات الاقتصادية كعامل خطر مهم آخر، خاصة عند النظر إلى أسهم البنوك التقليدية ذات الفروع. على سبيل المثال عرفت صناعة التكنولوجيا المالية ازدهاراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة،مما خلق ضغوطًا تنافسية كبيرة على البنوك التقليدية. على سبيل المثال، تتمتع البنوك الإلكترونية بتنظيم أكثر كفاءة من البنوك القائمة على الفروع، مما يتيح لها تقديم لعملائها أسعار فائدة أعلى على الودائع وتخفيضات على أسعار القروض والرسوم.

المخاوف :

في كثير من الأحيان، تؤدي حالات الذعر الى اختلال النظام المالي بشكل كامل أو جزئي. فمثلاً، أدت اﻷزمات المصرفية التي حدثت إلى الكوارث المالية مثل أزمة عام 1929 والكساد الكبير الناتج عنه، بالإضافة إلى الأزمة المصرفية الكبيرة في عام 2008.

على سبيل المثال، يُعتبر انهيار بنك SVB Financial Silicon Valley Bank في عام 2023 مثالًا واضح على ذلك. القضايا المتعلقة بإدارة المخاطر الخاصة بالبنك كانت من بين العوامل التي أدت إلى تدهور أوضاعه. ورغم أن المشكلات الإدارية كانت هامة، إلا أن التأثير النفسي كان كبيرًا أيضًا، حيث قام العملاء بسحب أكثر من 40 مليار دولار من البنوك في اليوم الذي تم فيه الاستحواذ على البنك من قبل الجهات التنظيمية.كما أدت المخاوف المتعلقة بالسحب الجماعي إلى تراجع أسهم المؤسسات المصرفية المحلية الأخرى، على الرغم من عدم وجود دلائل قاطعة على وجود مشكلات كبيرة في معظم الحالات.


2
مزايا الاستثمار في أسهم البنوك:

التنظيم:

هناك عدد قليل من الصناعات التي تخضع للتنظيم بشكل كبير مثل القطاع المصرفي، وأصبح النظام أكثر مقاومة للمخاطر بعد أن هددت الأزمة المالية في الفترة 2008-2009 بانهيار الصناعة المصرفية في الولايات المتحدة و جميع أنحاء العالم . الآن يتعين على البنوك الحفاظ على حد أدنى معين من مستويات رأس المال. يُطلب من المؤسسات الأكبر حجمًا الخضوع إلى “اختبارات التحمل” لتحديد قدرتها على البقاء في البيئات المعاكسة، مما يساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمار في أسهم البنوك.

ومع ذلك، يجب الانتباه أيضًا إلى أن التنظيم يمكن أن يشكل عاملاً للمخاطر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبنوك الإقليمية والمحلية. عندما تظهر على أحد البنوك علامات النعاتنة من مأزق مالي أو في طريقه نحو الإفلاس، يحق للجهات و السلطات المالية التنظيمية التدخل وتحمل المسؤولية.

الخدمات المصرفية الاستثمارية:

يمكن للبنوك المشاركة في نوعين من الأعمال. يربط معظم الناس الخدمات المصرفية التجارية بالبنوك. وهي تشمل إقراض الأموال وأخذ الودائع، ويمكن أن تشمل أيضًا التخطيط للتقاعد ومنتجات التأمين. تتضمن الخدمات المصرفية الاستثمارية الاكتتاب في السندات والأسهم، وإدارة المدخرات والممتلكات للعملاء من ذوي الثروات العالية، وتداول الأسهم والسندات، وتقديم المشورة للعملاء من المؤسسات بشأن الولوج الى البورصة وعمليات الدمج والاستحواذ.

من جهة أخرى يجب التذكير على أنه في حين أن الخدمات المصرفية التجارية تميل إلى الأداء بشكل سيئ خلال فترات الركود والأسواق المضطربة، تبقى الخدمات المصرفية الاستثمارية تميل إلى الأداء بشكل أفضل. في الواقع، كان الربع الثاني من عام 2020، هو ذروة عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة كوفيد-19، بمثابة ثاني أفضل ربع على الإطلاق لبنك الاستثمار الرائد جولدمان ساكس (3.17٪) من حيث الإيرادات. و هذا لا ينطبق بشكل واضح على البنوك التي تركز حصريًا على الإقراض، فالبنوك التي لديها كلا النوعين من العمليات يمكن أن تكون أقل خطورة إلى حد ما في فترات الركود الاقتصادي.

أسهم البنوك في ظل جائحة كوفيد-19:

عندما تقوم بتقييم مخاطر الاستثمار في أسهم البنوك، يمكن أن يكون من المفيد النظر في مدى نجاحها في فترة الازمات . لقد تطرقنا بإيجاز إلى الأزمة المالية 2008-2009، لكن جائحة كوفيد-19 كانت تمثل تحديًا مماثلًا للبنوك – خاصة في الأيام الأولى.

كان القطاع المالي أحد أسوأ القطاعات أداءً في السوق عندما بدأت جائحة كوفيد-19. حيث انخفض بنسبة 2٪ في سنة 2020 بأكمله مقارنة بمكاسب بنسبة 16٪ في مؤشر S&P 500. وكان أداء جميع البنوك “الأربعة الكبرى” أسوأ. انخفض بنك جيه بي مورجان تشيس بنسبة 6% في عام 2020، وانخفض سهم بنك أوف أمريكا بنسبة 12%. خسرت ويلز فارغو 42%‏ من سعر سهمها، وكان ذلك بعد أداء ضعيف في القطاع المالي لعدة سنوات في أعقاب فضيحة الحسابات المزيفة سيئة السمعة. كما تضررت مجموعة سيتي جروب بشدة بشكل خاصة في عام 2020 وانخفضت بنسبة 20٪ .

هذە اﻷمثلة تمثل واقعا ممتازًا لثلاثة من عوامل الخطر المصرفية الرئيسية: التقلبات الدورية، ومخاطر التخلف عن السداد، ومخاطر أسعار الفائدة.


3
هل الاستثمار في أسهم البنوك مناسب في الوقت الحالي:

يمكن أن تؤثر عدة عوامل على ربحية البنك، ولا تتحرك أسعار أسهم البنوك عمومًا بطريقة يمكن التنبؤ بها خلال فترات قصيرة.

ومع ذلك، إذا ركزت على البنوك عالية الجودة التي تتمتع بتاريخ قوي في إدارة المخاطر وتحقيق الأرباح، يمكن أن تكون البنوك وسيلة ممتازة للاستثمار على المدى الطويل.

نرجو أن نكون قد وفرنا المعلومات الكافية حول إيجابيات و سلبيات الاستثمار في أسهم البنوك لمزيد من التوضيحات حول هذا الموضوع تواصل معنا من خلال التعليقات.

 

شارك المقال :
Leave a Comment