03 نماذج خطبة جمعة عن فلسطين الجريحة و القدس الشريف

المحتويات:

1 خطبة مؤثرة عن فلسطين الجريحة


2 نموذج خطبة من أجل القضية الفلسطينية مؤثرة


3 نص خطبة جمعة عن القدس الشريف

يقدم لكم موقع ثروتي هذا الموضوع حول 03 نماذج خطبة جمعة عن فلسطين الجريحة و القدس الشريف من خلال عرض خطبة مؤثرة عن فلسطين الجريحة نموذج خطبة من أجل القضية الفلسطينية مؤثرة و نص خطبة جمعة عن القدس الشريف .

1 خطبة مؤثرة عن فلسطين الجريحة :

الحمد لله الذي جعل في قلوبنا حب الحق والعدل، وصلاة وسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

أيها المؤمنون المخلصون، إن قضية فلسطين الجريحة تبقى جرحًا نازفًا في قلوبنا، وهي تذكير بوجوب الوقوف والتضامن مع إخواننا المستضعفين في تلك الأرض المباركة. إن الواجب علينا كمسلمين هو الوقوف بقوة وصمود مع إخواننا في فلسطين، ودعمهم بكل السبل الممكنة.

فلسطين فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين التي تشد إليها الرحال، وهو مسرى النبي عليه الصلاة والسلام، وكما قال الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

إننا ندعو الله العزيز القدير أن ينصر إخواننا المظلومين في فلسطين، ويثبت أقدامهم على الحق، ويحفظهم من كيد الظالمين. ندعو الله أن يشفي جرحىهم، ويعافي مرضاهم، ويجعلهم من الشهداء الأبرار الذين يرتقون في سبيل الله.

إن الواقع في فلسطين يتطلب منا العمل الدؤوب والدعاء المخلص؛ لأن القضية الفلسطينية ليست قضية إنسانية فقط، بل هي قضية دينية ووطنية وإنسانية. علينا أن نستمر في نصرة إخواننا في فلسطين بكل الطرق الممكنة، سواء بالدعاء أو بالتضامن المالي أو العيني.

فلنكن أمة واحدة متحدة في صف واحد خلف إخواننا في فلسطين، ولنكن من الذين يعملون بالجهاد بأنفسهم وبأموالهم في سبيل إعلاء كلمة الله ودفع ظلم الظالمين.

أيها المسلمون: فلا مقاومة للصهاينة اليهود إلا بالقتال: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، عندما رُفعت راية الجهاد في فلسطين على أيدي قلة من المجاهدين بدأت قوائم القتلى تتصاعد في أوساط اليهود، وأخذ الأمن ينحسر، والهجرة اليهودية تتراجع، وتذوَّق المسلمون حلاوة النصر بدلاً من ذل الهزيمة وعفن السلام المزعوم، ولكن ما حال بقية العرب والمسلمون؟! هل دعموا المجاهدين ونصروهم أم كانوا سببًا في حصارهم والتضييق عليهم؟

أما الدول الاستعمارية الطاغية التي تدعي أنها ترعى السلام وحقوق الإنسان وتحارب التطرف والإرهاب، لا تحجب عن اليهود مساعدات طلبوها، ولا تسألهم عن جريمة ارتكبوها، ولا توجّه إليهم حتى مجرد لوم وعتاب على القتل والظلم والخراب، بل يتوافد رؤساء تلك الدول ونوابهم ومندوبوهم لتأييدهم، ومن لم يستحِ فليصنع ما يشاء.

أيها المؤمنون: إننا بحاجة إلى مراجعة للوضع وإصلاح للحال: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، فكيف يكون النصر ونحن نرى الجبن في النفوس واستجداء الحلول وتعليقها على دول صليبية وهي لا تفتر عن دعم اليهود ودولتهم منذ وجدوا؟! أي سلام بعد آلاف القتلى من الأطفال والنساء بلا ذنب؟! أي سلام بعد عشرات الآلاف من الجرحى؟! أي سلام بعد هدم بيوت المسلمين فوق أهلها؟! أي سلام وسجونهم مكتظة بالرجال والنساء والأطفال؟! أي سلام وهم يتوغلون ليل نهار في مدننا ومخيماتنا ويدنسون مقدساتنا؟! أي مبادرة سلام وذل نبيع فيها أرضنا المباركة وقدسنا المعظم؟! صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول: (إذا تبايعتم بالعِينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) أخرجه أبو داوود

نسأل الله العلي القدير أن يحقق لإخواننا المظلومين في فلسطين النصر العاجل، وأن يعيد لهم أرضهم وحقوقهم المسلوبة. وندعوه بأن يجمع شمل الأمة الإسلامية ويحفظها من كل سوء.

وختامًا إخواني، لنتذكر دومًا قول الله تعالى: “وَلا تَحسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعمَلُ الظَّالِمُونَ”، فإن الله مع الصابرين والمجاهدين، وعلى الظالمين يأتي نكالهم.

نسأل الله أن يحفظ فلسطين وأهلها، وأن يرزقنا النصر العاجل ويعيد لهم حقوقهم المسلوبة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية :

الحمد لله الذي أكرم الأمة وأعزها بالإسلام ، نحمده – سبحانه – ونشكره، كتب الغلبة والظهور لدينه ما تعاقبت الأيام والليالي، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه البررة وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد ….

فيا عباد الرحمن: أصبحنا في زمن لا يعلم الفرد منا أي الأحداث يتابع، وأي المآسي ينازع، تعددت الجراح وتفتت كبد الحجر، ولا يجد المؤمن الصادق مفرًا من متابعتها، وإلقاء السمع إلى أحداثها ليرجع البصر والفؤاد خاسئًا كسيرًا وهو حسير .

يا عباد الله، رغم الفواجع المتكررة والمصائب المتعددة، إلا أن فلسطين تظل قضيتنا الأساسية التي يجب علينا عدم تجاهلها أو نسيانها. إنها الوطن الذي تم فيه سفك الدماء وتضحية المنون. فلسطين هي أولى القبلتين وثالث المساجد، وهي أيضًا مسرى نبينا محمد الأمين، عليه أفضل الصلاة والتسليم. من أجل فلسطين، قوي الرجال عزائم الأبطال، وحيّوا في قلوبهم الحماس وروح النضال. إن شعب فلسطين يعيش تحت وطأة الاحتلال منذ سبعين عامًا، حيث تكون مساكنهم ملاجئًا وخيامًا، والملايين منهم يعيشون في تشرد وشتات. حياتهم تمتلئ بالفزع والعذاب، ويتعرضون للتهديدات والاعتقالات، حيث يتم هدم بيوتهم وإغلاق مدارسهم. بفعل الحصار الاقتصادي، تم إغلاق المخازن والمتاجر، مما يحرمهم من فرص الكسب ووسائل العيش. يواجهون البطالة والجوع، ويتعرضون للاستهتار والاستهانة، مع انتزاع الأراضي والتحكم في مصادر المياه والكهرباء والغاز. المحتل يطاردهم ويتهمهم ويقتلهم وينفيهم حسب مزاجه، ثم يدّعي أنه يسعى لتحقيق السلام.

عباد الله.. لقد انكشفت عورة الدول الغربية، وبانت سوأتها عندما ادعت حقوق الإنسان، وهي تشاهد ما يحدث على أرض الإسراء والمعراج، راضية بذلك ، بل داعمة لكل الوحشية والإجرام، لقد كان من المتوقع أن تتسم الشعارات البراقة التي يرفعها الغرب الكافر مثل حقوق الإنسان، والشرعية الدولية والديمقراطية، بالجدية في عدم تجاوزها وتعدي حدودها، لكن أحداث فلسطين الراهنة قد كشفت زيف وعنصرية تلك الشعارات، وعلى رأسها شعار حقوق الإنسان.

العدو قام بزيادة جراح شعب فلسطين بقصف أحيائهم ومخيماتهم، ولا يمكن إخفاء ما يمرون به في هذه الأيام العصيبة. يواجهون قصف الطائرات وصوت المدافع والمجنزرات، حيث تم تدمير عشرات المساجد وهدم مئات المنازل، وأزهقت آلاف الأرواح، وأنعم النساء والأطفال بألم لا يوصف، فضلاً عن إقامة مقابر جماعية.

إخواننا الأعزاء في فلسطين يصارعون العدو ببطونٍ خاوية وأسواقٍ مغلقة، حيث يتم حصارهم وإغلاق منافذهم ونقص الإمدادات الضرورية، ما يجعل الأطفال يعانون نقصا في الغذاء والمرضى يعانون من نقص في العلاج. ورغم ذلك، يظل العالم صامتاً دون تدخل فعال.

نحن كمسلمين، وأحفاد الصحابة، مطالبون بالوقوف إلى جانب إخواننا في فلسطين ومساندتهم، فأين تلك القيم الإسلامية التي يجب أن نحافظ عليها؟ أين العدالة والرحمة والتضامن الذي يجب أن نظهرها في وقت الشدائد؟ نحتاج للتضامن والتعاون لمساعدة شعب فلسطين على تخطي هذه المحنة الصعبة. اللهم اغفر لنا ولهم ولجميع المسلمين وتب علينا، إنك أنت الغفور الرحيم.


2 نموذج خطبة من أجل القضية الفلسطينية مؤثرة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يناله العباد بشكره، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد

أيها المؤمنون، إنما الصبر عند الصدمات القاسية، إنما الصبر عند المحن والابتلاءات العظيمة، إنما الصبر حينما تقف الأمة الإسلامية موحدة أمام الأعداء الفجار، يعملون في الظلام لتقسيمنا وتفتيتنا، ويعملون على تشتيت قوتنا وتفكيك أواصر الوحدة والتضامن بيننا.

أما قضية فلسطين، فهي قضية إنسانية قبل أن تكون قضية سياسية. فلسطين تنزف وشعبها يُجاهد بكل وسائل البقاء، ولكنهم بحاجة إلى دعمنا، إلى تضامننا، إلى صوتنا العالي المطالب بإنصافهم وإعادة حقوقهم المسلوبة.

إنها فلسطين، أرضُ ‏بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وبيتُ المقدس أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ، ‏إنها فلسطين مَصْرَعُ الدَّجَّالِ ومَقتلُه حيثُ يلقاه عيسى عليه السلام، إنها فلسطين من الشام الأرض التي دعا لها رسولُ الله بقوله: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ‏شَامِنَا ‏‏وَفِي ‏ ‏يَمَنِنَا ‏.

 إنها فلسطين، كان عليها الكثيرُ منْ صحابةِ رسول الله،  منهم: عُبادةُ بنُ الصَّامِت، وشدَّادُ بنُ أَوْس، وأسامةُ بنُ زيدِ بنِ حارثة، وواثِلَةُ بنُ الأَسْقَع، ودِحيةُ الكَلْبِيّ، وأَوسُ بنُ الصَّامِت، ومَسعودُ بنُ أَوْس، وغيرُهم مِنَ الصَّحابةِ الكرام رضي الله عنهم.

إن من واجبنا أن نكون صوتهم ووجههم أمام العالم، أن نقف بجانبهم بكل قوتنا وعزيمتنا، وأن ندعو الله عز وجل أن يكون لهم نصيرًا ومعينًا في كل لحظة.

فلنتذكر قول الله تعالى: “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”، ولتكن دعوتنا دعاء النبي الكريم إبراهيم عليه السلام عندما قال: “رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ”.

فلنكن صوتًا للحق، ولنكن سندًا لإخواننا في فلسطين، ولنتضامن معهم في هذه الظروف الصعبة. فإن صبرهم واجتهادهم لن يذهب سدى، وإن دعاءنا ودعمنا لهم سيكون لهم في ميزان الحسنات.

أسأل الله أن يلهمنا وإخواننا في فلسطين الصبر والقوة، وأن يحفظهم وينصرهم على أعدائهم، وأن يعيد لهم حقوقهم المسلوبة. وأن يجمع كلمة المسلمين على حق، وأن يجعلنا من الصابرين والمتضامنين والمنصرين للحق.

والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


3 نص خطبة جمعة عن القدس الشريف :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، نحمد القادر على كلّ شيء -سبحانه-، الذي رفع مكانة القدس الشريف، وأسرى بعبده ونبيّه -صلى الله عليه وسلم- ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ونصلّي ونسلّم على سيّدنا محمد عبد الله ورسوله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً.

أوصيكم ونفسي المُقصرة بتقوى الله ولُزوم طاعته، وأُحذّركم ونفسي من مُخالفته وعصيان أوامره، لقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

ولقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ)

الخطبة الأولى:

يا عباد الله، نرغب في التحدث إليكم اليوم عن قدسية القدس في الإسلام ومكانتها الرفيعة. تتداول الأحاديث والآيات الكثيرة التي تفضل ذكرها، لنفهم سويًا أهمية القدس في الإسلام من خلال الاستناد إلى المصادر الأصيلة. من تلك المصادر، القرآن الكريم والسنة النبوية، وأقوال الصحابة وأفعالهم. في القرآن الكريم، ورد قول الله تعالى: “سُبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير.” أما في السنة النبوية، فكان قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى.” تظهر الكثير من الأحاديث الأخرى أيضًا أهمية القدس في الإسلام، فهي حيث أسرى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مكان معراجه إلى السماوات العليا، إضافة إلى أنها تعتبر القبلة الأولى والمسجد الثاني الذي وضعه الله في الأرض، بالإضافة إلى أن المسجد الأقصى من المساجد التي يضاعف الله فيها الحسنات ويغفر فيها الذنوب.

مكانة القدس في الإسلام لا تقدر بثمن، فهي مدينة مقدسة تحتل مكانة خاصة ومهمة في قلوب المسلمين. القدس تعتبر مكانًا مقدسًا للإسلام لعدة أسباب:

المسجد الأقصى: يعتبر المسجد الأقصى ثالث أقدس الأماكن بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة. هو المكان الذي أسرى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج، وهو مكان الاجتماع والعبادة للمسلمين في فلسطين.

القبلة الأولى: كانت القبلة الأولى التي كان يتوجه إليها المسلمون في الصلاة قبل تغيير القبلة للكعبة المشرفة في مكة هي المسجد الأقصى في القدس. هذه القبلة الأولى شاهدة على تاريخ وثقافة المسلمين.

الأحاديث النبوية: يذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة والأحاديث النبوية المهمة أهمية ومكانة القدس، وتحث على زيارتها وصلاة فيها.

التاريخ الإسلامي: يمتلئ تاريخ القدس بالأحداث والمعارك التي تبرز أهمية هذه المدينة الشريفة في الإسلام. كما أن العديد من الصحابة والشهداء قد دافعوا عن القدس وقدموا تضحياتهم من أجل الحفاظ على هذه الأرض المباركة.

وممّن زار بيت المقدس من التابعين وفقهائهم: مالك بن دينار، وأويس القرنيّ، وكعب الأحبار، والإمام الأوزاعيّ، والإمام الشافعيّ، والإمام أبي بكر العربي، والجُرجانيّ، وغيرهم، وقد حظيت القُدس بمكانةٍ عاليةٍ عند خُلفاء ومُلوك المُسلمين، ومنهم: عُمر بن الخطاب، ومُعاوية بن أبي سُفيان، وعُمر بن عبد العزيز، وأبو جعفر المنصور، وكذلك سُليمان بن عبد الملك الذي همّ بالإقامة فيها، واتّخذها عاصمةً له عوضاً عن دمشق. وإيماننا الكامل بجميع رسالات الأنبياء ودعوتهم يجعلنا كمُسلمين حُماةً للتُراث الإسلاميّ، فالمُسلمون في جميع العصور ينظرون للقُدس نظرة قداسةٍ ومركزاً تُراثياً إسلاميّاً، ويربطون بين مسجدها الأقصى وبين المسجد الحرام في مكة المُكرمة، ويشدّون إليه الرحال.

القدس، باتت تحتل مكانة مرموقة في الإسلام وفي الثقافات الأخرى أيضًا. إنها مدينة مقدسة يحترمها الناس من مختلف الأديان، وتُعتبر من بين الأماكن الثلاثة الأكثر قدسية في الإسلام إلى جانب مكة والمدينة المنورة. فهي موقع الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومكان نزول رسالة عيسى عليه السلام. تعد القدس مصدرًا للحضارة عبر العصور والعقود، ومكانًا للبطولات والعزم، حيث أقام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة وحيدًا وأحياها بفضل عنايته وحكمته، وكانت موطنًا للعديد من الصحابة الكرام والعلماء الزاهدين وأهل الفقه. تفاخر الشعراء بإشادتهم بجمالها وقداسة مكانتها في قصائدهم.

كقول الشاعر:

يـا قدس يا وطن النبيين الأُلى

حملوا إلى الدنيا الضياء وبشروا

وبقـيت والمعراج فوقك مشرع

أعـلامـه يحنوا عليك ويسهر

ومحمـد والأنبياء شــواخص

أبصارهم لـك والبراق الأطهر

يا قدس مذ أسرى النبي تـشوقا

لك والدنى بك تهـتـدي وتنور

يا قدس أبواب السماء جميعها

في سقفك الزاهي تضيء وتبهر

عباد الله، اعلموا أن تاريخ القُدس قد بدأ مع بدء سُلالة آدم -عليه السلام- على الأرض، فقد أخبر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أن مسجدها كان المسجد الثاني الذي وُضع على الأرض، ويدلّ على ذلك حديث: (قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ أوَّلَ؟ قالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ قالَ: قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ كانَ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أيْنَما أدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ، فإنَّ الفَضْلَ فِيهِ)، فبدأ آدم -عليه السلام- ببناء المسجد في القُدس بعد بنائه لعين مكان الكعبة بأربعين سنة. وجاء بعد ذلك العرب الكنعانيون من جزيرة العرب إلى بلاد الشّام قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة، وسُمّيت بأرض كنعان، وتوالت عليها الأُمم والحضارات بعد ذلك، وسمّاها الله -تعالى- في القُرآن الكريم بالأرض المُقدّسة، والأرض المُباركة، كقوله -تعالى-: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ)، فقد ذكرها القُرآن الكريم صراحة، ونوّه إليها في بعض الآيات من باب التعريض.

يا عباد الله، إن القدس ومعالمها المقدسة مثل المسجد الأقصى ومواقع الأنبياء تحظى بمكانة خاصة في قلوب كل مسلم، إذ تشكل جزءا لا يتجزأ من تراثهم الإسلامي. فقد شهدت هذه الأرض طوال العصور وجود الأنبياء والرسل، وتعاقبت الحضارات والعصور عليها حتى وصلت إلى الزمن الإسلامي بعد الهجرة بخمس عشرة سنة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الذي تمكن من فتحها من اليد البيزنطية. نسأل الله أن يبارك فينا وفيكم بكلمات القرآن الكريم، وأن ينفعنا وينفع جميع المسلمين بحكمه وتوجيهاته. ندعو الله بالمغفرة والرحمة لنا ولكم ولجميع المسلمين، فلنستغفره هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

أيها المؤمنون، في هذا اليوم المبارك من يوم الجمعة، نود أن نتحدث عن مكانة القدس العظيمة في الإسلام. القدس، بمسجدها الأقصى وترابها المقدس، تمثل قلباً مضيئاً في تاريخنا الإسلامي. إنها المدينة التي أراها رسولنا الكريم في معراجه النبوي، والتي كانت محط أنظار المسلمين منذ القدم.

تذكّروا أن القدس ليست مجرد موقع ذو أهمية تاريخية، بل هي مكان يحتضن آثار الأنبياء والرسل، وتشهد على عظمة الإيمان وصموده. دعونا نُجدّد العهد بدعم وحماية القدس ومقدساتها، ونسعى جاهدين للحفاظ على تراثنا وتاريخنا الإسلامي.

فلنكن من الذاكرين لقدسنا الغالية، ولنحرص على المحافظة على وحدتها وسلامتها. فالقدس لنا جميعاً، وعلينا أن نكون وفينا لها في كل الظروف. دعونا نستمع إلى ندائها، ونستجب لها بالدعاء والعمل لصلاحها ورفعتها.

نسأل الله أن يجمعنا فيها وفي ظلالها يوم القيامة، وأن يعيد لها عزها وكرامتها. آمين.

الدعاء 

اللهم إنا واقفون ببابك، متذللون على أعتابك، نسألك اللهم أن تحفظ بيت المقدس برعايتك، وتحمي مَن فيه.

اللهم كُن لإخواننا المُجاهدين في فلسطين الذين يُجاهدون لإعلاء كلمتك. اللهم كُن لهم ناصراً ومُعيناً على أعدائهم، وثبّت اللهم أقدامهم، وسدّد رميهم.

اللهم انصر إخواننا المُجاهدين في كُل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وفي بيت المقدس، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا رب العالمين.

اللهم فرّج همّ المهمومين من المُسلمين، ونفّس كرب المكروبين، واقضِ الدَّيْن عن المدينين، واستر عوراتنا، وآمن روعاتنا.

اللهم حبّب إلينا الإيمان وزيّنه في قُلوبنا، واجعل حُبّنا لك أعظم شيءٍ في قُلوبنا، واجعلنا من الراشدين.

اللهم آتنا في الدُنيا حسنةً، وآتنا في الآخرة حسنةً، وقِنا عذاب النّار، وتوفّنا مع الأبرار.

نرجو أن نكون قد وفرنا المعلومات الكافية حول 03 نماذج خطبة جمعة عن فلسطين الجريحة و القدس الشريف لمزيد من التوضيحات حول هذا الموضوع تواصل معنا من خلال التعليقات.

 

شارك المقال :
Leave a Comment