02 نماذج خطبة الجمعة عن أسباب و عوامل النصر و التمكين للمسلمين
المحتويات:
1 خطبة جمعة حول أهم أسباب النصر و التمكين للمسلمين
2 نموذج خطبة الجمعة مكتوب عن عوامل النصر و التمكين ﻷمة اﻹسلام
يقدم لكم موقع ثروتي هذا الموضوع حول 2 نماذج خطبة الجمعة عن أسباب و عوامل النصر و التمكين للمسلمين من خلال عرض خطبة جمعة حول أهم أسباب النصر و التمكين للمسلمين و نموذج خطبة الجمعة مكتوب عن عوامل النصر و التمكين ﻷمة اﻹسلام.
1 خطبة جمعة حول أهم أسباب النصر و التمكين للمسلمين :
الحمد لله الذي جعل الرسل والمؤمنين منتصرين، وهانئًا على الكافرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي قام برسالته ونصح أمته وجاهد في سبيل الله حتى جاءه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم ووفوا بعهدهم مع الله، وسلموا تسليمًا كاملًا حتى يوم الدين.
أما بعد؛
فَأُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ الْمُقَصِّرَةَ بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ الْجَلِيلِ؛ فَإِنَّهَا سَبِيلُ النَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ عَلَى كُلِّ ظَالِمٍ وَفَاجِرٍ وَضِلِّيلٍ؛ فَإِنَّ اللهَ خَلَقَكُمْ لِتَعْبُدُوهُ، وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لِتَشْكُرُوهُ؛ قَـالَ تَعَالَى: )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ( [الأنفال:29].
يا أيها المؤمنون:
قد أراد الله -تبارك وتعالى- أن يدوم الصراع بين الحق والباطل منذ بداية الخلق حتى قيام الساعة، وأن يستمر الصراع بين الأخيار والأشرار، والأبرار والفجار. وقد مرت حالات الأمم بين العزة والذلة، وبين الكثرة والقلة، وبين الانتصار والانكسار. وقال تعالى: “إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” [آل عمران: 140].
وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الِابْتِلَاءِ الَّذِي خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ لَهُ؛ قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ : )أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ( [البقرة:214]. وَمَهْمَا تَطَاوَلَ الْبَاطِلُ عَلَى الْحَقِّ ، وَصَالَ وَجَالَ: فَإِنَّ لِلْحَقِّ وَأَهْلِهِ صَوْلَاتٍ وَجَوْلَاتٍ عَلَى الْبَاطِلِ وَأَهْلِهِ، حَتَّى يَكْتُبَ اللهُ لَهُمَا الْعِزَّةَ وَالْغَلَبَةَ وَالتَّمْكِينَ، وَكَانَ ذَلِكَ حَقِيقَةً عَلَى مَرِّ الدُّهُورِ وَكَرِّ الْعُصُورِ؛ قَالَ تَعَالَى: )بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ( [الأنبياء:18]. وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: )هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ( [التوبة:33].
أيُّهَا إخوة الإيمان:
عندما يُنصر ربُّنا عز وجل الحقّ ويُعين أهله، فإن ذلك يكون نتيجة لأسباب يتبعها النصر والتمكين، وتنتهي بالحياة الحُرّة العزيزة. ومن بين تلك الأسباب التي تحقق النصر والتمكين للمؤمنين في الأرض: توحيد الله بصفاء، وعبادته سبحانه بلا شرك أو نفاق. قال تعالى: “وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئًا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون” [النور: 55]. وَالْإِيمَانُ الصَّادِقُ مَعَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ دَاخِلٌ فِي هَذَا؛ فَقَدْ وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالنَّصْرِ الْمُبِينِ؛ فَقَالَ وَهُوَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ: )وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ( [الروم:47]. وَمِنْ أَسْبَابِ النَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ: نَصْرُ دِينِ اللهِ وَالْغَيْرَةُ عَلَيْهِ وَالدِّفَاعُ عَنْهُ، وَبَذْلُ الْغَالِي وَالنَّفِيسِ مِنْ أَجْلِهِ؛ قَالَ تَعَالَى: )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ( [محمد:7]، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: )وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ( [الحج:40–41].
من أهم أسباب النصر على الأعداء وتحقيق الرفعة والسناء: تجهيز الأمة بشكل مادي ومعنوي؛ من خلال تجهيز أدوات الحرب لمواجهتهم بحسب القدرة والإمكانية، واستخدام الوسائل المشروعة لرد اعتداءات الأعداء. وقال الله تعالى: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم” [الأنفال: 60].
وَمَا خَابَ مَنْ عظمت ثِقَتُهُ بِاللهِ، وَصَدَقَ فِي التَّوَكُّلِ عَلَى مَوْلَاهُ؛ فَإِنَّ التَّوَكُّلَ عَلَاقَةُ صِدْقٍ، وَرِبَاطُ ثِقَةٍ بَيْنَ الْعَبْد وَرَبِّهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ؛ قَالَ تَعَالَى: ) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ( [آل عمران:160]. وَهَلْ كُتِبَ لِلْمُؤْمِنِينَ النَّصْرُ الْمُؤَزَّرُ الْمُبِينُ إِلَّا بِالتَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ مَعَ أَخْذِهِمْ بِأَسْبَابِ النَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ؟! قَالَ تَعَالَى: ) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ( [آل عمران: 173 – 174].
من بُنىَ النصر والتمكين: الثبات في اللقاء والصمود أمام الأعداء؛ إذ يُقَدم الروحانيَّات وتُصرف الأموال وتتعرض النفوس للاهتزاز، وتبلغ القلوب الحناجر. كلُّ هذا يحتاج إلى عزيمة وصبر، واستماتة ومثابرة؛ لتحقيق النصر والفوز بالمعركة. فكم قامت المؤمنون مع أنبيائهم بالثبات في ساحات القتال وملاجئ الحماية. قال الله عو وجل: ) وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ( [آل عمران:146- 148].
أيها المؤمنون:
إن كثرة ذكر الله عز وجل وتضرعكم إليه وتواضعكم أمامه في المسائل والحاجات يكون غذاءً للأرواح، وبلسماً للجراح، وقوة للقلوب، وزاداً عند الكروب، وعدة عند مقاتلة الأعداء، وثباتاً عند اللقاء. ألم يقل الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون” [الأنفال: 45]. ألم يقول الله سبحانه: “إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِين * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” [الأنفال: 9-10].
وَخَاصَّةً دُعَاءَ الضُّعَفَاءِ وَالْمَظْلُومِينَ؛ فَإِنَّهُ مَسْمُوعٌ وَمُجَابٌ عِنْدَ أَكْرَمِ الْأَكْرَمِينَ؛ فَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا، بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ» [أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَأَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ]. وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعاً: «أَبْغُونِي الضُّعَفَاءَ؛ فَإِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ» [أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ].
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ، وَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ السَّمَاءَ بِغَيْثٍ فَأَوْقَاكُمْ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَرْضَ فَأَمْدَاكُمْ، وَجَعَلَ لَكُمُ الْبَحْرَ طَوَارِقَ يُحْيِيكُمْ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَوَابَّا أَسِيرَتَانِ عَلَى أَوْرَاقٍ.
فَاللَّهُ خَلَقَكُمْ فَأَنْعَمَ عَلَيْكُمْ بِالنِّعَمِ، فَلِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ. الْعَاقِبَةُ لِمَنِ اتَّقَى، وَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى مَنْ ظَلَمَ نَفْسَهُ.
أما بعد: فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي بِهِ تَحَابَّوْا، وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ عَلَى أَعْدَائِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ، وَبَشِّرِ الْمُتَّقِينَ بِالْجَنَّةِ يَوْمَ يَجْتَمِعُ النَّاسُ.
أيها المؤمنون:
إذا تركت أمة دينها ومبادئها وراءها في محاولة لكسر شوكة أعدائها وتحقيق النصر عليهم، فلن تنجح إلا إذا كانت أيديهم متحدة وقلوبهم متجانسة، متمسكة بحبل الله الذي يوحد ويمكن وينصر. كما قال الله في القرآن: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون” (سورة آل عمران: 103). وتفشي الانقسام والتفرقة والاختلاف الذي يضعف القوة ويفتح الباب أمام أعداء المتربصين لن ينجح إلا إذا كانوا يستمعون لله ورسوله في جميع جوانب حياتهم. قال الله تعالى : ) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ( [الأنفال:46].
إِخْوَةَ الْإِسْلَامِ:
لَقَدْ جَعَلَ اللهُ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ، وَالنَّصْرَ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ؛ قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: )هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ( [التوبة: 33 ].
وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَـالَى: ) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ( [الصافات:171-173].
ليكون خبر النصر والتوفيق من الله سببًا للبشرى للمسلمين، فإن مستقبل هذا الدين مشرق كمشرقة الشمس من مشارقها. روى تميم الداري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “هذا الأمر سيبلغ ما بلغ الليل والنهار، ولن يترك الله بيتًا من ريش إلا أدخل فيه هذا الدين، سواء بالعز الذي يعز به الله الإسلام أو بالذل الذي يذل به الكفر” (رواه أحمد وغيره). لذا، للمرابطين على الحدود في فلسطين وغيرها من أراضي المسلمين: فرحوا، فإن نصر الله قريب. وإن كان للباطل لحظات من الظهور، فإن للحق دائمًا مكانة لا تترك ولا تتخلى عنها.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَارْفَعْ رَايَةَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالدِّينِ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ الْغَاصِبِينَ، وَانْتَقِمْ مِنَ الصَّهَايِنَةِ الْمُجْرِمِينَ، وَرُدَّ الْأَقْصَى الْجَرِيحَ إِلَى حَوْزَةِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ كُنْ لِأَهْلِنَا فِي فِلَسْطِينَ نَاصِرًا وَمُعِينًا، احْقِنْ دِمَاءَهُمْ وَاحْفَظْ أَعْرَاضَهُمْ، وَأَيِّدْهُمْ بِتَأْيِيدٍ مِنْ عِنْدِكَ، وَرُدَّ كَيْدَ أَعْدَائِهِمْ فِي نُحُورِهِمْ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَمِيرَنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَوُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
2 نموذج خطبة الجمعة مكتوب عن عوامل النصر و التمكين ﻷمة اﻹسلام:
الحمد لله الذي نصر عباده وأيدهم بنصره وتمكينهم بفضله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين.
أما بعد، إخواني المسلمين، إن النصر والتمكين هدف يسعى إليه كل مسلم، فما هي الأسباب التي تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف المبارك؟ دعونا نتأمل سويًا في هذا الموضوع الهام ونفهم كيف يمكن للمسلمين أن يحققوا النصر والتمكين في كل جوانب حياتهم.
أيها المسلمون الأعزاء وعباد الله، إن الصراع بين الحق والباطل، وبين الكفر والإسلام، صراعٌ متجدد ودائم. أعلموا أن الله تعالى قد أخبرنا بتواصل جهود الكافرين في محاربة المسلمين لصرفهم عن دينهم الحق، بكل ما أوتوا من وسائل وجهود.
قال تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].
ذكر ابنُ هِشَام فِي السيرة عن أم المؤمنين صفية بنت حُييِّ رضي الله عنها، قالت: لمَّا قَدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ونزَل قباءَ في بني عمرو بن عوف، غدا عليه أَبو حُييِّ بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مُغلِّسين؛ أي: ساروا بغَلسٍ؛ وهو ظُلْمة آخر الليل.
قالت صفية رضي الله عنها: وسمعتُ عمي أبا ياسرٍ وهو يقول لأبي حُيي بن أخطب: أهو هو؟ قال: نعم والله قال أبو ياسر: فما في نفسك منه؟ قال حيي بن أخطب: “عداوتُه واللهِ ما بقيت”.
وبيَّن الله لنا في كتابه أن الكافرين يكيدون بالمسلمين، ويمكرون بهم في كل مكانٍ وزمانٍ؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾ [الطارق: 15، 16]، وقال تعالى: ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [إبراهيم: 46].
والمتأمِّل لنصوص الكتاب والسنة، يجد أن الله تعالى قد جعل للنَّصر والتمكين أسبابًا متى أخذ بها المسلمون، نصرَهم اللهُ على أعدائهم ومكَّنَ لهم في الأرض؛ ومن هذه الأسباب:
تَحقِيقُ التَّوحِيدِ والإِيمَانُ بِاللهِ تعالى والأَعمَالُ الصَّالِحَةِ:
قال الله تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 38 – 41]، وقال الله تعالى: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51].
ومن الأسباب أيضًا: أن يَنصُرَ المُسلِمُون دِينَ الله تعالى:
قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7]، وقال تعالى: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40].
فإن من أعظم أسباب النصر نصر دين الله تعالى، والقيام به قولًا، واعتقادًا، وعملًا، ودعوةً، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 41].
ونصر الدين يكون بإقامة شرعه واتِّباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وتحقيق العبودية لله عز وجل.
ومن أسباب النصر والمدد من الله تعالى: الصَّبرُ والثَّبَاتُ والتَّقوَى، قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 120]، وقال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]، وقال تعالى: ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((واعلَمْ أنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ، وأنَّ الفرَجَ مع الكرْبِ، وأنَّ مع العُسرِ يُسرًا)).
التَّضَرُّعُ واللجُوءُ إلى الله تعالى والإِلحَاحُ فِي الدُّعَاءِ:
إن من أعظم وأقوى عوامل النصر التضرع إلى الله تعالى والاستغاثة به؛ لأنه القوي القادر على هزيمة أعدائه، ونصر أوليائه، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وقال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].
واستجلاب النصر من الله تعالى بالدعاء هو منهج الرسل والأنبياء؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 146 – 148].
وبِالدُّعَاءِ أَغَرَقَ اللهُ تعالى الْأَرْضَ كُلَّهَا، وَنجَّى مِنَ الْغَرَقِ نُوحًا عليه السلام، وَمَنْ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ، قال الله تعالى: ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 10 – 15].
وتأمل إلى أثَرِ الدعاء في استجلاب النصر من الله تعالى، ففي ليلة غزوةِ بَدْرٍ وقف النبي صلى الله عليه وسلم في العريش، واسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ إلى السماء فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ ويقول: ((اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَد فِي الْأَرْضِ))، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9].
وفي الصحيحين عن عبدالله بن أبِي أوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَعْضِ أيَّامِهِ الَّتي لَقِيَ فِيهَا العَدُوَّ، انْتَظَرَ حتَّى مَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قَامَ في النَّاسِ خَطِيبًا فقالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُو، وَاسْأَلُوا الله الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُّوفِ، ثم قال: اللَّهُم مُنزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمِ الْأَحْزَابِ، اهزِمْهُمْ وانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ)).
ومن وسائل الدعاء التماس دعوات الصالحين
لَمَّا صَفَّ قُتَيْبَةُ بنُ مُسْلِمٍ رحمه الله الجيش لقتال التُّركِ، وَهَالَهُ أَمْرُهُمْ، سَأَلَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ وَاسِعٍ؟ فَقِيْلَ: هُوَ ذَاكَ فِي المَيْمَنَةِ، جَامِحٌ عَلَى قَوْسِهِ، قد رفع إِصْبعه نَحْوَ السَّمَاءِ، فقَالَ: ((تِلْكَ الإِصْبَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ شَهِيْرٍ، وَشَابٍّ طرِيْرٍ)).
ومن وسائل الدعاء التماس دعوات الضعفاء من المسلمين:
ففي صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ))، وفي رواية: ((إِنَّمَا يَنْصُرُ اللهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا، بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ)).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أَبْغُونِي ضُعَفَاءَكُمْ، فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ))؛ [رواه أبو داود، والترمذي].
كما يُشرعُ القنوت في الصلوات؛ وهو الدعاء في النوازل التي تنزل بالمسلمين لدفع أذى العدو أو رفعه أو رفع البلاء ونحو ذلك، ففي الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَلْعَنُ رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ)).
وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ قَنَتَ: ((اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “والدعاء على جنس الظالمين الكفار مشروع مأمور به، وشُرِعَ القنوت والدعاء للمؤمنين والدعاء على الكافرين، فيُشْرَع أن يقنت عند النوازل يدعو للمؤمنين ويدعو على الكفار في الفجر وفي غيرها من الصلوات، وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة”.
التَّوَكُّلُ عَلَى الله تعالى مَعَ الأَخذِ بِالأَسبَابِ:
قال الله تعالى: ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160]، وقال تعالى: ﴿ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 122].
إِحيَاءُ عَقِيدَة الوَلَاءِ فِي قُلُوبِ عَامَّةِ المُسلِمِين:
ومعناها: موالاة المؤمنين، والبراءة من الكافرين، قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 56]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113].
فمن أعظم أسباب النصر والتمكين: الولاء للمؤمنين، والبراءة من الكافرين، قال الله تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22].
الإِعدَادُ الجَيِّد مادِّيًّا ومعنويًّا:
فَأمَّا الإِعدَادُ مادِّيًّا فيكون بالأخذ بالأسباب؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 60].
وأما الإِعدَادُ معنويًّا؛ فيكون بتقوية جانب الإيمان في نفوس المسلمين، والثقة بموعود الله تعالى، ونصرِهِ القريب للإسلام والمسلمين.
نسأل الله العظيم أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يُعلِيَ كلمة الحقِّ والدين.
الخطبة الثانية:
أيها المسلمون الأعزاء، إذا نظرنا إلى واقع المسلمين في هذا الزمان، سنرى تكرار الهزائم المتلاحقة، ولا شك أن هذا له أسباب، ولكن الأمر أن المسلمين قد تغاضوا عن تلك الأسباب.
التعلق بالدنيا والانغماس فيها ونسيان الآخرة:
عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها”، فقيل: “ومن قلة نحن يومئذٍ؟”، قال: “بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور أعدائكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن”، فقيل: “يا رسول الله، وما الوهن؟”، قال: “حب الدنيا وكراهية الموت”؛ [رواه أحمد، وأبو داود وصححه الألباني].
ومن الأسباب أيضا التنازع والتفرق، إذ أوضح الله تعالى أن التفرق والنزاع يعتبران سببًا في تأخر النصر والتمكين، وهما أيضًا سببان في حدوث الفشل والهزيمة. فقد ورد في القرآن الكريم: “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِين” [الأنفال: 46]. وقال الشنقيطي: “نهى الله تعالى المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن التنازع، مبينًا أنه سبب الفشل وضعف القوة”.
وقال الله تعالى : “وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون” [الروم: 31، 32]. وفي سورة آل عمران: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا” [آل عمران: 103]. إنما ينال المسلمون النصر عندما يتحدون تحت راية واحدة، وهي راية الدين.
وقد شاهدنا في الماضي وفي الوقت الحاضر في هذا العصر كم من النصر والوعد قد تحقق! ولكن المسلمين قد أفسدوا تلك النجاحات بمخالفتهم للسنة النبوية وبتناقضهم وصراعهم الداخلي، وبفشلهم وتفرقهم، فحق عليهم قول الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ﴾ [آل عمران: 152].
المخالفات الشرعية:
ففي صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إلى دِينِكُمْ))؛ [رواه أبو داود، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة]، والعينة نوع من أنواع الرِّبا الذي قال الله تعالى عنه في كتابه: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 278، 279].
وعن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أيضًا، قَالَ: “أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه قَالَ: ((وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ)).
سبب آخر لتأخر النصر والتمكين يتمثل في العجب والاغترار بالقوة والكثرة، كما ذكر الله تعالى في القرآن الكريم: “لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِين” [التوبة: 25].
ومن بين الأسباب الأخرى هو استبطاء النصر وعدم الثقة بوعود الله، حيث ينظر بعض المسلمين بنظرة من الانهزامية ويستبطئون النصر، مستعجلين وصوله قبل أوانه، وهذا يعتبر خروجًا عن السنن الربانية التي وضعها الله.
قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: 39 – 41].
وقال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [يوسف: 110]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 171 – 173]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105].
وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ، وَالدِّينِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الأَرْضِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ))؛ [رواه أحمد، وصححه الألباني في صحيح الجامع].
وعن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ))؛ [رواه أحمد، والطبراني، والبيهقي، وصحَّحه الألباني].
فاللهم مُنزِلَ الكتاب ومجرِيَ السَّحَاب وهَازِمَ الأحزاب اهزِمِ اليَهُودَ الغاصبين، وزَلزِل الأرضَ مِن تَحتِهم، ودمِّرهُم تَدمِيرًا.
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في فلسطين، وثبِّت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين.
اللهم اشفِ مرضاهم، وعافِ مبتلاهم، وأطعم جائعهم، وداوِ جرحاهم، وتقبَّل موتاهم في الشُّهداء.
نرجو أن نكون قد وفرنا المعلومات الكافية حول 02 نماذج خطبة الجمعة عن أسباب و عوامل النصر و التمكين للمسلمين لمزيد من التوضيحات حول هذا الموضوع تواصل معنا من خلال التعليقات.